هيئة السوق المالية تُطلق رؤية اقتصادية جديدة لجذب الاستثمارات الأجنبية في عقارات مكة والمدينة

هيئة السوق المالية تُطلق رؤية اقتصادية جديدة لجذب الاستثمارات الأجنبية في عقارات مكة والمدينة
هيئة السوق المالية تُطلق رؤية اقتصادية جديدة لجذب الاستثمارات الأجنبية في عقارات مكة والمدينة

في خطوة تهدف لتعزيز الاقتصاد الوطني، أعلنت هيئة السوق المالية في السعودية عن رؤية اقتصادية جديدة تركز على جذب الاستثمارات الأجنبية في قطاع العقارات بمكة المكرمة والمدينة المنورة. الرؤية تقدم مزايا استثمارية واعدة تعكس تطلعات المملكة لتحفيز التنمية في المناطق المقدسة وتعزيز مكانتها كوجهة استثمارية عالمية.

كتب محمد سعد – في خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز جاذبية السوق المالية السعودية وجذب الاستثمارات الأجنبية، أعلنت هيئة السوق المالية السعودية رسميا عن السماح للمستثمرين الأجانب بالاستثمار في أسهم الشركات العقارية المدرجة التي تمتلك عقارات دائمة أو مؤقتة داخل حدود مدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة.

هيئة السوق المالية تمهد الطريق لجذب الاستثمارات الأجنبية في عقارات مكة والمدينة

يعد هذا القرار نقلة نوعية في سياسات الاستثمار بالمملكة، حيث يتيح للأجانب فرص لتحقيق عوائد مالية مجزية، ويمنحهم مزايا استثمارية تُضاهي تلك المتاحة للمواطنين السعوديين.

تفاصيل القرار وضوابطه

وفقًا للضوابط المعتمدة من قبل هيئة السوق المالية، فإن الاستثمار الأجنبي في الشركات المالكة للعقارات داخل حدود مكة المكرمة والمدينة المنورة سيكون مقتصر على أسهم تلك الشركات المدرجة في السوق المالية السعودية، أو أدوات الدين القابلة للتحويل إلى أسهم، أو كليهما.

ويشترط ألا تتجاوز ملكية الأشخاص غير السعوديين، سواء كانوا طبيعيين أو اعتباريين، مجتمعين نسبة 49% من أسهم الشركة.

يستثنى من ذلك المستثمر الاستراتيجي الأجنبي، الذي لا يسمح له بتملك الأسهم أو أدوات الدين القابلة للتحويل الخاصة بالشركة.

الأهداف والتوقعات الاقتصادية

يهدف هذا القرار إلى تحفيز الاستثمار ورفع جاذبية وكفاءة السوق المالية السعودية، وتعزيز تنافسيتها إقليمي ودولي.

كما يسعى إلى دعم الاقتصاد المحلي من خلال جذب رؤوس الأموال الأجنبية، وتوفير السيولة اللازمة للمشاريع القائمة والمستقبلية في مكة المكرمة والمدينة المنورة.

تعد هذه الخطوة جزء من رؤية المملكة 2030، التي تسعى إلى تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط.

من المتوقع أن يسهم هذا القرار في زيادة حجم التداولات في السوق المالية السعودية، خاصة في قطاع العقارات.

ففي أعقاب الإعلان، شهدت أسهم بعض الشركات العقارية الكبرى، مثل شركة جبل عمر للتطوير وشركة مكة للإنشاء والتعمير، ارتفاع ملحوظ بنسبة 10%، مما يعكس ثقة المستثمرين في جدوى هذا القرار.

تأثير القرار على المستثمرين الأجانب

يتيح هذا القرار للمستثمرين الأجانب فرصة الدخول إلى سوق العقارات في المدينتين المقدستين، اللتين تشهدان طلب مستمر على العقارات بسبب الأعداد الكبيرة من الحجاج والمعتمرين سنويًا.

في عام 2019، بلغت إيرادات المملكة من الحج والعمرة حوالي 12 مليار دولار، ومع الخطط الرامية إلى زيادة عدد الحجاج والمعتمرين إلى 30 مليون سنوي بحلول عام 2030، يتوقع أن تزداد العوائد المالية في هذا القطاع بشكل كبير.

بالإضافة إلى ذلك، يتوقع أن يسهم هذا القرار في تعزيز الشفافية وزيادة كفاءة الشركات العقارية المدرجة، نظرا لزيادة قاعدة المستثمرين وتنوعها، مما يدفع تلك الشركات إلى تحسين أدائها وتبني أفضل الممارسات العالمية.

شهد سوق العقارات السعودي نمو ملحوظ في السنوات الأخيرة، مدعوم بمبادرات حكومية تهدف إلى تطوير البنية التحتية وتوفير مساكن للمواطنين.

ارتفع حجم التمويل العقاري منذ عام 2018 ليصل إلى 800 مليار ريال سعودي، مع توقعات ببلوغه 1.3 تريليون ريال بحلول عام 2030، كما بلغت قيمة الصفقات العقارية المنفذة منذ بداية العام حتى الآن 630 مليار ريال.

يتوقع أن يسهم السماح للمستثمرين الأجانب بالاستثمار في الشركات العقارية المدرجة في زيادة حجم الاستثمارات في هذا القطاع، وتعزيز دوره كمحرك رئيسي للنمو الاقتصادي في المملكة.

على الرغم من الفوائد المتوقعة لهذا القرار، قد تواجه السوق تحديات تتعلق بضمان استقرار الأسعار وتجنب المضاربات غير المشروعة.

لذا، من المهم أن تواصل الجهات التنظيمية مراقبة السوق ووضع الضوابط اللازمة لضمان تحقيق الأهداف المرجوة دون التأثير سلبا على استقرار السوق.

يعد قرار السماح للمستثمرين الأجانب بالاستثمار في أسهم الشركات العقارية المدرجة التي تمتلك عقارات في مكة المكرمة والمدينة المنورة خطوة استراتيجية نحو تعزيز جاذبية السوق المالية السعودية، وتوفير فرص استثمارية واعدة للمستثمرين الأجانب.

من المتوقع أن يسهم هذا القرار في تحقيق نمو ملحوظ في قطاع العقارات، وزيادة العوائد المالية للمملكة، بما يتماشى مع أهداف رؤية 2030.

الإجراءات الجديدة من هيئة السوق المالية تفتح آفاقًا واسعة لجذب الاستثمارات الأجنبية في مكة والمدينة، مما يعزز من النمو الاقتصادي ويعكس التزام المملكة بتحقيق رؤية 2030.