الجنيه السوداني يسجل تراجعًا جديدًا أمام الريال السعودي مع بداية فبراير

الجنيه السوداني يسجل تراجعًا جديدًا أمام الريال السعودي مع بداية فبراير
الجنيه السوداني يسجل تراجعًا جديدًا أمام الريال السعودي مع بداية فبراير

شهد الجنيه السوداني تراجعًا ملحوظًا أمام الريال السعودي مع بداية شهر فبراير 2025، حيث بلغ سعر الريال السعودي 709.33 جنيهًا سودانيًا في السوق الموازي. يأتي هذا الانخفاض في ظل استمرار التحديات الاقتصادية التي تواجه السودان، مما يزيد من الضغوط على المواطنين والاقتصاد المحلي.

كتب محمد سعد – شهد سوق العملات الأجنبية في السودان تغييرات جوهرية منذ بداية شهر فبراير، حيث لوحظت ارتفاعات كبيرة في بعض العملات الأجنبية مقابل الجنيه السوداني، بينما سجلت بعض العملات الأخرى انخفاضات طفيفة.

إقرأ ايضاً : كم يساوي الدولار بالجنيه السوداني اليوم؟ أسعار السوق السوداء الإثنين 16 ديسمبر 

سعر جديد للجنيه السوداني مقابل الريال السعودي مع بداية شهر فبراير

إلا أن الأزمة الحقيقية التي تواجه الاقتصاد السوداني لا تكمن فقط في هذه التغيرات اليومية، وإنما في الارتفاع التاريخي والمستمر لأسعار العملات الأجنبية منذ اندلاع النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023.

هذا الصراع المستمر أثر بشكل مباشر على الاقتصاد المحلي، متسبب في تدهور قيمة الجنيه السوداني وزيادة حالة عدم الاستقرار الاقتصادي في البلاد.

الأزمة الاقتصادية في السودان: عوامل سياسية وأوضاع مالية معقدة تؤدي إلى انهيار اقتصادي شامل

يعيش السودان واحدة من أشد أزماته الاقتصادية في التاريخ الحديث، حيث تشهد البلاد موجة من التراجع الحاد في مختلف القطاعات الاقتصادية نتيجة للاضطرابات السياسية المستمرة.

تسبب النزاع المسلح في خلق حالة من الفوضى الاقتصادية الشاملة، إذ تراجعت موارد الدولة بشكل كبير، مما أدى إلى ارتفاع أسعار السلع والمنتجات الأساسية بصورة غير مسبوقة.

هذا الارتفاع الهائل في الأسعار ضاعف من الأعباء على المواطن السوداني، وأدى إلى تراجع القدرة الشرائية، في وقت يعاني فيه القطاع المصرفي من أزمة سيولة خانقة، حيث يواجه المصرف المركزي صعوبة بالغة في توفير النقد الأجنبي اللازم لتمويل العمليات التجارية واستيراد السلع الأساسية.

أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه السوداني: الدولار يسجل ارتفاعًا قياسيًا والعملات الأوروبية تواصل الارتفاع

في ظل هذه الأزمة، شهدت أسعار العملات الأجنبية ارتفاع غير مسبوق أمام الجنيه السوداني خلال تعاملات اليوم، حيث جاءت الأسعار على النحو التالي:

  • الدولار الأمريكي: 2660 جنيه سوداني
  • اليورو: 2742.26 جنيه سوداني
  • الجنيه الإسترليني: 3283.95 جنيه سوداني

أسعار العملات العربية مقابل الجنيه السوداني: الفجوة تتسع والعملة المحلية تفقد قيمتها أمام العملات الخليجية

لم تكن العملات العربية بعيدة عن هذه الأزمة، حيث سجلت ارتفاعات كبيرة مقابل الجنيه السوداني، وهو ما أدى إلى اتساع الفجوة الاقتصادية بين السودان والدول الخليجية، وكانت الأسعار على النحو التالي:

  • الريال السعودي: 709.33 جنيهًا سودانيًا
  • الدرهم الإماراتي: 724.79 جنيهًا سودانيًا
  • الريال القطري: 730.76 جنيهًا سودانيًا
  • الريال العماني: 6820.51 جنيهًا سودانيًا
  • الدينار البحريني: 7000 جنيه سوداني
  • الدينار الكويتي: 8580.64 جنيهًا سودانيًا
  • الجنيه المصري: 52.95 جنيهًا سودانيًا

هذا الفرق الشاسع بين الجنيه السوداني والعملات الخليجية يشير إلى حجم الأزمة الاقتصادية التي يواجهها السودان، حيث لم يعد الجنيه قادر على الصمود أمام هذه العملات، مما يؤدي إلى تفاقم مشكلة التضخم وارتفاع أسعار الاستيراد.

تحذيرات الخبراء الاقتصاديين: استمرار الأزمة يهدد بانهيار اقتصادي شامل وزيادة معدل الفقر والجريمة

حذر العديد من خبراء الاقتصاد من أن استمرار الوضع الاقتصادي المتدهور للعام الثالث على التوالي قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع بشكل خطير، حيث أكدوا أن السودان قد يواجه مشكلات كارثية إذا لم يتم إيجاد حلول جذرية، ومن أبرز التحديات المتوقعة:

  • زيادة معدلات الفقر بسبب انهيار القوة الشرائية وارتفاع الأسعار بشكل يفوق قدرة المواطن على التحمل.
  • ارتفاع معدلات التضخم، حيث تشهد البلاد زيادة غير مسبوقة في أسعار كافة السلع والخدمات.
  • الانخفاض المستمر في قيمة الجنيه السوداني مما يزيد من صعوبة استقرار السوق المالي.
  • انتشار معدل الجرائم نتيجة لتدهور الوضع المعيشي وارتفاع معدلات البطالة والفقر.

التوقعات المستقبلية: هل يتجه السودان نحو أزمة اقتصادية غير مسبوقة؟

رغم أن هناك بعض مظاهر الاستقرار المؤقتة في سوق العملات بالسودان، إلا أن معظم الخبراء الاقتصاديين يتوقعون أن تشهد أسعار العملات الأجنبية قفزات جديدة في الفترة المقبلة، وقد تصل إلى مستويات قياسية غير مسبوقة، ما لم يتم اتخاذ تدابير عاجلة لاحتواء الأزمة.

السودان يمر بأيام صعبة، حيث بات واضح أن الحل الوحيد لإنقاذ الاقتصاد هو إنهاء النزاع السياسي القائم، وتوحيد القوى السياسية للعمل على إعادة الاستقرار إلى البلاد، وإعادة بناء الاقتصاد على أسس قوية تمكنه من مواجهة التحديات المستقبلية.

مع استمرار تدهور قيمة الجنيه السوداني أمام العملات الأجنبية، تتزايد التحديات الاقتصادية في البلاد. يُنصح المواطنين بمتابعة التحديثات اليومية لأسعار الصرف واتخاذ التدابير المالية المناسبة للتكيف مع هذه التقلبات.