أمانة مكة تعتمد نظام نقل جديد بحافلات أقل تكلفة وكفاءة أعلى

أمانة مكة تعتمد نظام نقل جديد بحافلات أقل تكلفة وكفاءة أعلى
أمانة مكة تعتمد نظام نقل جديد بحافلات أقل تكلفة وكفاءة أعلى

في خطوة نحو تطوير قطاع النقل العام بمكة المكرمة، أعلنت أمانة العاصمة عن استبدال الحافلات التقليدية بنظام جديد يعتمد على نوع مبتكر من الحافلات بتكلفة تشغيلية أقل. هذه المبادرة تهدف إلى تحسين كفاءة النقل وتقديم تجربة أفضل للمستخدمين، بما يتماشى مع رؤية التطوير المستدام في المدينة المقدسة.

كتب محمد سعد – في إطار جهودها الطموحة نحو مستقبل مستدام وصديق للبيئة، أطلقت الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، بالتعاون مع وزارة الطاقة والهيئة العامة للنقل والمديرية العامة للدفاع المدني والإدارة العامة للمرور، المرحلة الثانية من تجربة الحافلات التي تعمل بخلايا وقود الهيدروجين.

إقرأ ايضاً : طلاب التعليم في مكة يشاركون في مسابقة بصمتي الخضراء لتحقيق رؤية بيئية مبتكرة

أمانة مكة تعتمد نظام نقل جديد بحافلات أقل تكلفة وكفاءة أعلى

أمانة مكة تستبدل حافلات مكة بنظام نقل يعتمد على نوع جديد من الحافلات

هذه التجربة تمثل خطوة استراتيجية نحو تطوير قطاع النقل العام في المملكة باستخدام أحدث التقنيات النظيفة، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 الرامية إلى خفض الانبعاثات الكربونية وتحسين جودة الحياة.

خلايا وقود الهيدروجين: تقنية المستقبل للنقل النظيف

تأتي تجربة الحافلات الهيدروجينية ضمن مخرجات مذكرة التفاهم الموقعة بين الهيئة الملكية ووزارة الطاقة، بهدف استعراض التطبيقات العملية للهيدروجين في قطاع النقل.

تعتمد هذه التقنية على خلايا وقود الهيدروجين لتوليد الطاقة، وهي تقنية مستدامة توفر انبعاثات صفرية، مما يجعلها خيارًا مثاليًا للحد من التلوث البيئي وتحسين جودة الهواء في المدن المقدسة.

تتيح هذه التجربة للجهات المشاركة فرصة اكتساب الخبرات التقنية والتجارية الضرورية لتطوير هذا القطاع الواعد، والتعرف على الدروس المستفادة تمهيد لتوسيع نطاق الاستخدام مستقبلاً.

كما تهدف إلى رفع الوعي العام حول أهمية الهيدروجين كمصدر نظيف للطاقة، وتشجيع تبني هذه التقنية على نطاق أوسع.

رؤية شاملة لتحسين النقل العام وتعزيز تجربة الحاج والمعتمر

تسعى الهيئة الملكية من خلال هذا المشروع إلى توفير وسائل نقل تعتمد على مصادر الطاقة المتجددة، بما يساهم في تحسين تجربة النقل لضيوف الرحمن، سواء خلال موسم الحج أو على مدار العام.

المشروع يهدف إلى تسهيل التنقل في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة بطرق حديثة وآمنة، مع مراعاة المعايير العالية لجودة الخدمات والبنية التحتية، بما يضمن راحة السكان والزوار.

يعد هذا المشروع جزء من استراتيجية الهيئة لتحقيق الاستدامة في النقل العام، من خلال الحد من الاعتماد على الوقود الأحفوري وتقديم حلول مبتكرة صديقة للبيئة.

رفع جودة البنية التحتية للنقل العام وتطوير وسائل النقل الحديثة ينسجم مع رؤية المملكة لتوفير بيئة حضرية مستدامة تخدم سكان مكة وضيوفها بشكل أفضل.

خطة تشغيلية متكاملة تضمن الأمن والسلامة

حرصت الهيئة على إعداد خطة تشغيلية شاملة لمسار تجربة الحافلات الهيدروجينية ضمن مسارات مشروع حافلات مكة.

هذه الخطة تأخذ في الاعتبار متطلبات الأمن والسلامة لضمان تشغيل آمن وفعال للحافلات، بما في ذلك تشغيل محطة الوقود الهيدروجيني المتنقلة، وهو عنصر أساسي لنجاح المشروع.

تم تنفيذ هذه الخطة بالتعاون مع الجهات الحكومية ذات العلاقة والشركات المشغلة، لضمان التنسيق الكامل وتحقيق أفضل النتائج.

يتم تقييم كفاءة وأداء الحافلات أثناء التجربة من خلال رصد مجموعة من المؤشرات المهمة، مثل مدة الموثوقية، تكلفة التشغيل، وراحة الركاب، بهدف تطوير منظومة نقل مستدامة تلبي احتياجات المدينة المقدسة.

تصريح رسمي حول أهمية المشروع

أكد الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، المهندس صالح بن إبراهيم الرشيد، حرص الهيئة على تبني حلول نظيفة ومستدامة لمواجهة التحديات البيئية في المدينة.

وأوضح أن المشروع يعد من أهم المشروعات الاستراتيجية التي تعمل عليها الهيئة لتحسين جودة الخدمات المقدمة لسكان مكة وزوارها، مشيرا إلى أن تطوير النقل العام بطرق مبتكرة يأتي في مقدمة أولويات الهيئة.

وأضاف الرشيد أن توفير حلول نقل تعتمد على تقنيات الطاقة النظيفة يساهم في رفع كفاءة البنية التحتية ويعزز من تجربة الحاج والمعتمر، لافتا إلى أن هذه المبادرات تتماشى مع رؤية المملكة 2030 التي تركز على التنمية المستدامة وتحسين جودة الحياة في المدن السعودية.

نجاح المرحلة الأولى ودروس مستفادة

لم تكن هذه التجربة الأولى للهيئة الملكية، حيث سبق لها إطلاق المرحلة التجريبية الأولى من المشروع بنجاح.

جاءت هذه المرحلة نتيجة سلسلة من الاجتماعات وورش العمل مع شركاء الهيئة من الجهات الحكومية والشركات المشغلة، ما أسفر عن تحقيق أهداف المرحلة الأولى بكفاءة.

التجربة الأولى ساعدت في بناء قاعدة معرفية قوية، ستستخدم لتطوير المرحلة الحالية وتحقيق المزيد من النجاح في المستقبل.

مستقبل النقل في مكة: خطوة نحو التوسع وتبني تقنيات نظيفة

تشكل تجربة الحافلات الهيدروجينية بداية واعدة نحو مستقبل جديد للنقل المستدام في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة.

هذه المبادرة ليست فقط تجربة تقنية، بل هي جزء من رؤية شاملة تهدف إلى تحسين جودة الحياة، الحفاظ على البيئة، وتقديم خدمات نقل متطورة تليق بمكانة مكة كوجهة عالمية.

التجربة الحالية تفتح الباب أمام إمكانية توسيع استخدام الحافلات الهيدروجينية في مختلف مدن المملكة، مما يجعل النقل العام أكثر استدامة وأقل تأثير على البيئة.

ومع تزايد الاهتمام بالتقنيات النظيفة، يمكن أن تصبح المملكة رائدة عالميًا في تبني هذه الحلول المبتكرة للنقل.

يأتي هذا التغيير ضمن جهود أمانة مكة للارتقاء بجودة النقل العام، حيث من المتوقع أن يحقق النظام الجديد كفاءة تشغيلية عالية، مع تخفيض التكاليف وتحسين الخدمة المقدمة لسكان وزوار المدينة.