تقرير رسمي يكشف تغيرات ديموغرافية في السعودية: تزايد كبار السن وتراجع المواليد الجدد

تقرير رسمي يكشف تغيرات ديموغرافية في السعودية: تزايد كبار السن وتراجع المواليد الجدد
تقرير رسمي يكشف تغيرات ديموغرافية في السعودية تزايد كبار السن وتراجع المواليد الجدد

كشف تقرير رسمي حديث عن تغييرات ديموغرافية لافتة في المجتمع السعودي، حيث ارتفعت نسبة كبار السن مقارنة بالشباب، مع تسجيل انخفاض ملحوظ في معدلات المواليد الجدد. وأوضح التقرير أن هذا التغير يعود لعدة عوامل اجتماعية واقتصادية تؤثر بشكل مباشر على قرارات الأسر بشأن الإنجاب.

كتب محمد سعد – تتجلى في بيانات الهيئة العامة للإحصاء لعام 2024 صورة واضحة لمستقبل المملكة السعودية، حيث يظهر الشباب السعودي، سواء من الذكور أو الإناث، باعتبارهم الركيزة الأساسية للنهضة الوطنية.

إقرأ ايضاً : تقرير سعودي يكشف مفاجآت حول عدد سكان جدة ونسبة المقيمين إلى المواطنين في 2025

تقرير رسمي يكشف تغيرات ديموغرافية في السعودية تزايد كبار السن وتراجع المواليد الجدد

نسبة كبار السن بين سكان السعودية ونسبة الشباب وسبب تراجع المواليد الجدد

فقد أظهرت النشرة السكانية أن السعوديين الذين تقل أعمارهم عن 40 عاماً يشكلون نحو 77% من إجمالي عدد السكان السعوديين في المملكة، وهي نسبة تعكس حيوية المجتمع السعودي الذي يشهد تحولات سريعة في كافة القطاعات، خاصة مع استمرار جهود تنفيذ رؤية المملكة 2030 التي تركز على تلبية احتياجات الشباب السعودي من خلال استراتيجيات تتعلق بالتعليم والعمل والابتكار.

هذه النسبة الكبيرة من الشباب الذين يساهمون بشكل فعال في دفع عجلة الإنتاج والتنمية الاقتصادية تأتي في وقت حاسم، حيث ترتبط تلك الإحصائيات بوجود بنية تحتية قوية قادرة على استيعاب هذه الفئة الكبيرة من الشباب وتهيئة الفرص لهم للمشاركة في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية.

الهيكل السكاني في عام 2024: 77% من السعوديين تحت سن الأربعين

بحسب آخر التقديرات السكانية، بلغ إجمالي السعوديين الذين تقل أعمارهم عن 40 سنة في عام 2024 نحو 15,079,088 نسمة، وهو ما يمثل 77% من إجمالي عدد السعوديين في المملكة البالغ 19,635,258 نسمة.

يشار إلى أن هذه النسبة قد ارتفعت مقارنة بما كانت عليه في السنوات السابقة، حيث كانت نسبة السعوديين الذين تقل أعمارهم عن 40 عاماً حوالي 69.1% في عام 2020.

هذا التحول الملحوظ يعكس التغيرات الكبرى في البنية السكانية، والتي تلعب دور كبير في دفع الاقتصاد الوطني إلى الأمام.

الشباب السعودي: أساس تحفيز النمو الاقتصادي وفرص الاستثمار

تعكس هذه التركيبة السكانية أهمية التركيز على تعزيز دور الشباب في المجتمع السعودي، حيث تشير البيانات إلى أن أكثر من نصف السعوديين في عام 2024 (حوالي 53%) هم من فئة الشباب الذين تقل أعمارهم عن 25 عاماً، بمجموع يصل إلى 10,311,382 نسمة.

هذا العدد الكبير من الشباب يقدم فرصاً هائلة للاستثمار في الاقتصاد الوطني، إذ أن هذه الفئة العمرية تعد طاقة حيوية تدفع الاقتصاد إلى المزيد من النمو، خاصة في ظل المشاريع الكبرى التي أطلقتها رؤية المملكة 2030 مثل مشاريع نيوم والقدية والبحر الأحمر وأمالا.

هذه المشاريع العملاقة، التي تركز على التكنولوجيا، السياحة، والتطوير العمراني، تهدف إلى استيعاب الشباب السعودي في مجالات العمل المتنوعة، مما يعزز مكانة المملكة على الصعيدين الإقليمي والدولي.

ومع تنامي فئة الشباب، سيظل الاقتصاد السعودي على موعد مع تطور مستدام، حيث يشكل الشباب النسبة الأكبر من القوى العاملة في المستقبل القريب.

الطلب المتزايد على التعليم والخدمات الأساسية

إلى جانب الفرص الاقتصادية التي يوفرها الشباب السعودي، يعكس هذا التعداد الكبير أيضاً زيادة في الطلب على الخدمات التعليمية والصحية والإسكانية.

إذ أظهرت البيانات أن هناك نحو 6.59 مليون نسمة من السعوديين الذين تقل أعمارهم عن 15 عاماً، وهو ما يمثل نحو 34% من إجمالي السكان.

هذه الفئة العمرية تشكل قاعدة كبيرة للطلب على التعليم بمختلف مراحله، وهو ما يفسر التركيز الكبير من قبل القيادة السعودية على قطاع التعليم، الذي يعد من الأولويات الرئيسية في رؤية المملكة 2030.

إن الاهتمام الكبير في التعليم والبنية التحتية يشير إلى أن المملكة تتطلع إلى تطوير جيل جديد من المتعلمين والمبدعين القادرين على مواكبة المتغيرات الاقتصادية العالمية، وبالتالي سيكون لهذا الجيل دور محوري في دعم النمو المستدام للقطاع الاقتصادي.

الفرص والآمال: الشباب السعوديين سوق العمل المستقبلي

تعتبر الفئة العمرية التي تتراوح بين 25 و 30 عاماً، والتي يبلغ عددها حوالي 1.7 مليون نسمة، هي الفئة التي ستتدفق بشكل أكبر إلى سوق العمل في السنوات القادمة.

وهذه الفئة تمثل عنصر حيوي في عملية استيعاب السوق السعودي للكفاءات الجديدة، مما يعزز قدرة الاقتصاد على تخفيض معدلات البطالة التي شهدت انخفاض ملحوظ في السنوات الأخيرة.

في الربع الثالث من عام 2024، انخفض معدل البطالة إلى 7.8%، مما يعكس نجاح السياسات الاقتصادية التي تهدف إلى توفير فرص عمل للشباب السعودي، وهو ما سيستمر في تحقيقه مع تزايد أعدادهم في سوق العمل.

الشباب السعودي ورؤية 2030: دورهم المحوري في تحقيق التنمية المستدامة

في الختام، تشكل هذه الإحصائيات دليل قوي على التغيرات الإيجابية في المملكة العربية السعودية في إطار رؤية 2030.

إذ تعد الفئات الشبابية بمثابة محرك رئيسي للاقتصاد الوطني، حيث يمكن استغلال طاقاتهم في تطوير قطاعات متنوعة كالتكنولوجيا، الخدمات المالية، التصنيع، والسياحة.

ومن المتوقع أن يواصل الشباب السعودي تقديم إسهامات كبيرة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية، مما يسهم في بناء مستقبل مزدهر للمملكة.

تعكس هذه التحولات الديموغرافية تحديات مستقبلية تتطلب تخطيطًا استراتيجيًا لضمان التوازن السكاني وتعزيز التنمية المستدامة في المملكة.